أزهار عباد الشمس – فان جوخ

هل جربت أن تبحث عن الضوء؟ تدور معه، تنظر له مباشرة فيصيبك بالعمى للحظة، وتجعله يتخللك، ثم تتركه ليتحرك وتدور معه وكأنك ظله. واحدة من أهم مجموعات لوحات فان جوخ هي أزهار عباد الشمس والتي لم يتم تداولها بكثرة بين المهتمين بالفنون على الإنترنت كما يحدث عادة مع لوحة ليلة النجوم، سبب إختياري هذه المجموعة للحديث عنها هو ببساطة لأنها جعلتني أنتبه لجمال اللون الأصفر الذي كنت أبغضه طوال حياتي وجعلتني أنتبه للجمال الذي تحمله أوراق أزهار عباد الشمس على الرغم من أنها لا تحمل أي من رومانسية الجوري أو التوليب على سبيل المثال، من حوالي ثلاثة سنوات كانت المرة الأولى التي أرى فيها هذه اللوحات بعدها بدأت ألتفت لكل ما هو أصفر، وبدأت ابحث عن عباد الشمس وأتابع بشكل يومي صفحات على الإنترنت شغلها الشاغل هو تصوير هذه الأزهار، شكلها ولونها تحول من شئ بغيض إلى مصدر للبهجة حتى أنني أشعر أحيانًا أن عيناي تحتاج لرؤية اللون الأصفر. ما يعجبني في أزهار عباد الشمس أنها تتبع الضوء وتدور معه، هي دائما تبحث عنه، اعتقد بنفس الطريقة التي اتبعه انا بها، هل جربت أن تبحث دائمًا عن الضوء، ولا أعني هنا بالضوء المعنى الذي تبادر لذهنك، هل جربت أن تبحث عنه وأن تنظر له مباشرًة عندها تجده؟ هل أُصِبت بالعمى للحظة؟ هذه هي ضريبة النظر للشمس مباشرة. دعني احدثك قليلًا عن أزهار فان جوخ هذه، وهي مجموعتين، الأولى رسمها في باريس سنة 1887، وهي تحوي لوحات صغيرة رسمها بغرض الدراسة وهي عبارة عن أزهار ملقاه على الأرض، وبعد أن اعجب بها صديقه بول جوجان وحصل على إثنتين من هذه اللوحات قرر فان جوخ رسم مجموعته الثانية.

 

المجموعة الثانية رسمها في مدينة آرل بجنوب فرنسا بعد المجموعة الأولى بحوالي سنة بغرض تزيين البيت الأصفر الذي خطط العيش فيه وإقامة ستوديو مع صديقة جوجان، المجموعة تحوي رسومات لباقات أزهار عباد الشمس الموضوعة في فازات. بعد أن لفت فان جوخ الأنظار لجمال عباد الشمس قام عدة فنانون برسمها، مثلا اسحاق اسرايل قام برسم إمرأة تقف أمام أحد لوحات فان جوخ، وايجون شيل رسم بأسلوبه أزهار ذابلة.

 

أحد كلمات فان جوخ الشهيرة هي: “I want to touch people with my art. I want them to say ‘he feels deeply, he feels tenderly.” اعتقد أنه نجح بهذه اللوحات للفت نظر الناس لأزهار جميلة كهذه ما يكفي للدلالة على كونه يرى الجمال في أي شئ وانه قادر على لمس الناس بفنه كما أراد. Advertisements Share this:
Like this:Like Loading... Related